Translate

الثلاثاء، 13 مارس 2012

كيف ستكون موانع الحمل في المستقبل



كيف ستكون موانع الحمل في المستقبل
ستتوافر مستقبلا لقاحات للرجال والنساء، إضافة إلى غرسات جديدة وإلى
 مبيدات للنطف أفضل ورَفّالات أمتن وأرق.
<J .N . ألكسندر>

هل هناك حاجة إلى موانع حمل contraceptives جديدة إلى جانب هذا التنوع المتوافر منها حاليا؟ حتما لا شك في هذا. فهناك استياء شديد من الوسائل الحالية بين أولئك الذين يمارسون تنظيم النسل (بمن فيهم أكثر من نصف الأزواج في العالم). وغالبا ما يؤدي هذا الكدر إلى سوء الاستعمال أو إلى التخلي عن وسائل فعّالة، مما يسهم بوضوح في ارتفاع معدلات الحمل العرضيّ والإجهاض. وفي الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن أكثر من نصف الحمول كل عام غير مقصودة، ويختار الإجهاضَ نحو 1.6 مليون امرأة من أصل 6.4 مليون من النساء الحوامل.

ويجب أن يكون مانع الحمل المثالي ذا فعالية عالية ومأمونا ومديد التأثير؛ ولكن عليه أن يكون عكوسا reversible بسهولة وخاليا، عمليا، من أية تأثيرات جانبية وأن يستعمل قبل الجماع بفترة وليس قبله مباشرة. كما يجب أن يقلِّل انتشار الأمراض المنتقلة جنسيا، وأن يكون زهيد الثمن. ولا يوجد مُنْتَج قيد الدراسة حاليا يمكنه أن يلبي جميع هذه المواصفات، ولكن من الممكن أن تُطرح وسائل عديدة للتداول في الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين تتوافق مع معظم هذه المواصفات.

ما بعد الرفال: ماذا يستعمل الرجال؟
إن الوسيلة الوحيدة لمنع الحمل المتوافرة حتى الآن للرجال هي الرفال condom. وقديما، كان الرجال يغلِّفون القضيب بمثانات حيوانية وقطع من الأمعاء. وبعد ذلك سمح ظهور اللاتكس بإنتاج أشكال موحَّدة من الأغماد، إلا أن بعض الرجال يدّعون بأن الأغماد تقلل من متعتهم الجنسية. ولمعالجة هذا العائق الكبير للاستعمال، ابتكر رجال الصناعة مؤخرا رفالا رقيقا ومتينا من عديد اليوريتان polyurethane، وستتبعها قريبا أغشية رقيقة إضافية مصنوعة من المادة نفسها أو من پوليميرات polymers أخرى. وعلاوة على أنها أقل إعاقة للإحساس فستكون هذه المواد غير اللاتكسية حواجز ممتازة للعدوى (الخمج) وغير مُؤَرِّجة nonallergenic وأكثر مقاومة للتمزق وللانحلال بالحرارة والضوء والمزلقات الزيتية.

يشكل رأس النطفة هدفا للعديد من استراتيجيات موانع الحمل قيد الدراسة لكلا الجنسين. وتعتمد منهجيات عديدة (انظر الجزء المؤطر في اليسار) متعلقة بالكيميائيات التركيبية لتغيير الرأس بأساليب تمنع أية نطفة من إخصاب البيضة. ويحاول بعض العلماء إنتاج لقاحات مانعة للحمل تحرض الجهاز المناعي في الرجل أو المرأة على إنتاج جزيئات ضدية قادرة على إيقاف نشاط النطف. فمثلا، قد تسبب أضداد معينة التصاق خلايا النطف بعضها ببعض فتصبح عديمة الجدوى (الصورة المجهرية).

إن أولى الوسائل الجدية المبتكرة للذكور ستستخدم الهرمونات لإيقاف إنتاج النطف sperm، وهذا يشكل تحديا صارخا؛ إذ يُُُنتِج الرجال بشكل منتظم ألف نطفة في الدقيقة على الأقل. وتتحكم عدة هرمونات في تصنيع النطف. يفرز الوطاء hypothalamus الهرمون المحرِّر لمُوَجِّهَة القُنْد gonadotropin الذي يحرّض النخامي على إفراز الهرمون المُلَوْتِن (luteinizing  (LH  والهرمون المحرِّض للجريب (follicle-stimulating (FSH. ويحرض الهرمون الملوتن (هرمون اللَّوْتَنَة) الخصيتين على إنتاج التستوستيرون testosterone. ويحث هذا الستيرويد مع الهرمون المحرض للجريب خلايا بُزَيْرةَ النطفة spermatogonia في الخصيتين على الانقسام الذي يؤدي إلى إنتاج النطف في نهاية الأمر.

ويشكل الحقن (الزَّرْق) العضلي لأحد الأندروجينات (كالتستوستيرون أو الهرمونات الذكرية ذات العلاقة) إحدى الوسائل التي تبادر إلى توجيه إطلاق الهرمون إلى مجرى الدم. وقد نشأت هذه الاستراتيجية ـ التي تمت دراستها بعمق من قبل منظمة الصحة العالمية ـ عن معرفة أن الأندروجينات الجائلة مع دوران الدم تُصدِر أوامرها إلى الدماغ لتثبيط إفراز الهرمون المحرِّر لمُوَجِّهَة القُنْد وبالتالي إفراز الهرمون الملوتن (اللوتيني) والهرمون المحرض للجريب (الجريبي). ومن مساوئ هذه الوسيلة هو أن المعدلات المرتفعة للأندروجينات في الدوران الدموي تؤدي إلى تأثيرات جانبية مزعجة ـ وبخاصة تزايد النزق وانخفاض معدلات البروتينات الشحمية عالية الكثافة (أي النوع «الجيد» من الكولِستيرول) وتزايد حب الشباب (العُدّ) acne. ويبدو، لحسن الحظ، أن إضافة الپروجستين (وهو الشكل التركيبي للپروجسترون الستيرويدي الأنثوي) ستُتيح للرجال تناول جرعة أقل من الأندروجين، وهو ابتكار جديد يُزيل التأثيرات الجانبية ويصبح أكثر أمانا من تناول الأندروجين منفردا. ومن المحتمل أن تقدم المعالجة المشتركة حمايةً لمدة ثلاثة أشهر، علما أنها ستكون جاهزة خلال عقد واحد. وقد يبدو هذا الوقت المتأخر غريبا، إلا أن تطور أية تقنية مانعة للحمل يستغرق ما بين 10 و 20 عاما.

وكبديل لذلك يمكن حصر نشاط الهرمون المحرِّر لموجهة القُنْد بجزيئات لا تسبب أية تأثيرات جانبية مرتبطة بالأندروجين. وتتألف المضادات antagonists من بروتينات صغيرة، أو پپتيدات، وهي موجودة حاليا، إلا أنها ليست فعّالة بشكل كاف لتصلح موانِعَ للحمل. لذا يحاول الباحثون تصميم مثبطات لاپِپْتيدية. وبالطبع، فإن حصر (إعاقة) الهرمون المحرِّر لموجِّهة القند سيكبت إنتاج التستوستيرون، لذا فإن على الرجال أن يأخذوا أندروجينات تكميلية للمحافظة على الكتلة العضلية muscle mass وعلى الخصائص الجنسية الذكورية والكَرَع (الشهوة الجنسية) libido.

ولا بد أن تتوافر للرجال أيضا، وربما خلال 20 إلى 25 عاما من الآن، سهولة الحصول على وسائل مديدة التأثير (واقية لشهور عدة) توقِفُ مباشرة إنتاج النطف في الخصيتين وتُعيق نضج النطف المنتَجَة حديثا في البربخين epididymides، المتصلين بالخصيتين. فعلى سبيل المثال، تصبح النطفة متحركة لأول مرة في البربخين. ولقد أوحت الاستقصاءات بأن إعاقة النضج في البربخين هي الخيار الأجدى لسببين. فسواء أُعطيت الأدوية الموجَّهة للنطفة فمويا أو حقنا (زرقا) أو غرسا، يجب أن تصل إلى الخصيتين أو إلى البربخين عبر مجرى الدم؛ ومهما يكن الأمر، فكثيرا ما تجد الأدوية المنقولة عن طريق الدم صعوبة في المرور خارج الدوران (الدورة الدموية) إلى الجزء الذي تكوّن فيه الخصيتان النطف. إضافة إلى ذلك، فلقد ثبت أن العديد من الأدوية القادرة على تأخير تكوين النطف هي سامة لبُزَيْرَة النطفة في الخصيتين، وبالتالي تؤدي إلى عقم لا رجعة فيه. وقد يكون مثل هذا الإجراء جيدا للحيوانات الأليفة ولكن غير مقبول لأغلب الرجال.

لقاحات لكلا الجنسين
سوف يشهد القرن الحادي والعشرون أيضا لقاحات مانعة للحمل (موانع حمل مناعية immunocontraceptives) للرجال كما للنساء. ومن المفترض أن تكون هذه اللقاحات فعّالة نحو سنة واحدة. وسيحرض معظمها جهاز المناعة على صنع أضداد antibodies قادرة على الارتباط ببروتينات منتقاة (مختارة) تشترك في التوالد reproduction ومن ثم إعاقة عمل هذه البروتينات. ويتم تحريك جهاز المناعة بحَقْن الشخص المعني بالعديد من أشكال البروتين المستهدف ـ المعروف بالمستضد antigen أو بالمُسْتَمْنِع immunogen ـ مع مواد أخرى قادرة على تعزيز استجابة الجسم.

معالجات العقم infertility المستقبلية
خلال العقد الماضي طور الباحثون تقنيات متقدمة جدا في الإخصاب ضمن المختبر ـ ذلك الإجراء الذي أثمر طفل «أنابيب الاختبار» الأول في عام 1978. ويمكن حاليا تحريض جسم المرأة على تكوين بيوض عديدة في دورة حيضية واحدة، ويمكن إخراج البيوض وحقنها بالنطفة أو بالدنا DNA؛ وبعدئذ يتم تقصي المضغات embryos بحثا عن عيوب وراثية، ومن ثم تزرع المضغات السليمة داخل رحم المرأة. وفي الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين قد يُجري الباحثون تحسينات على هذه التقنيات وزيادة معدلات نجاحها، إلا أنه من غير المحتمل أن تتبدل جذريا.
ويكون الإخصاب fertilization في المختبر أكثر ملاءمة عند النساء اللواتي يعانين انسداد بوقي فالوپ كليهما أو اللواتي لا يستطعن الحمل لأسباب مجهولة. وتحتاج النساء العقيمات بسبب أورام ليفانية حميدة benign fibroid tumors في الرحم إلى معالجات أخرى. وتعالَج الأورام الليفانية حاليا بالجراحة أو بتناول مناظِرات analogues الهرمون المحرر لمُوَجِّهة القُنْد. وتنطوي الجراحة من أي نوع على أخطار، كما أن المعالجة الهرمونية قد تكون معضلة للنساء العقيمات، لأن استعمال المناظِرات يمنع الحمل من جهة، كما تعود (ترجع) الأورام الليفانية غالبا في حال توقف المعالجة من جهة أخرى. فإذا استطاع العلماء تحديد بروتينات فريدة على الأورام، فسيكون بمقدورهم تصميم أدوية تتخذ لها مقرا فوق هذه البروتينات، فتتم معالجة الأورام بسهولة من دون الإضرار بأنسجة أخرى أو إحداث أية تأثيرات جانبية. ولقد غَدَت الفرص جيدة في أن تصبح هذه الأدوية متوافرة بحلول عام 2010.
ومن المحتمل أن تشفي معالجات مماثلة الانتباذ البطاني الرحمي endometriosis، أي ازدياد الخلايا البطانية الرحمية (من بطانة الرحم) خارج الرحم، كما هو الأمر في بوقي فالوپ وما حولهما. وقد تسبب هذه الحالة بعض العقم وقد تؤدي أيضا إلى مَعَص حيضي menstural cramp وخيم.
إلا أن التقدم الأكثر إثارة الذي يحتمل حدوثه في الثلاثين عاما القادمة خاص بالرجال، ولا سيما أولئك الذين لا يستطيعون إنتاج النطف. ويعمل العلماء على تحسين طرق لغرس طلائع خلايا نطف متبرع بها داخل النُبَيْبات الناقلة للمني seminiferous tubules في الخصيتين: أي شبكة الأنابيب التي تُنتج فيها النطف بشكل طبيعي. وتنِتج مثل هذه الطلائع نطفا طوال فترة حياة الإنسان عادة. ومن المفترض أن تقوم الخلايا المتبرَّع بها بالمهمة نفسها.
خصيتا فأر لم تنتجا النطف سابقا، باشرتا بصنعه بكميات كبيرة بعد زرع خلايا طلائعية من فأر آخر تم غرسها قرب محيط الخصيتين. وتشير الطبقة الرقيقة من التلوين في المركز إلى أن الخلايا المغروسة، الملونة بالأزرق، قد بقيت على قيد الحياة وأنتجت النطف.
 

ويهدف أحد أكثر اللقاحات الواعدة التي دخلت التجارب السريرية إلى زيادة الأضداد المثبِّطة للهرمون المحرِّر لمُوَجِّهَة القُنْد لدى الرجال. ولأن هذا اللقاح ـ الذي تم تطويره من قبل المجلس السكاني Population Council ـ سيوقف إنتاج التستوستيرون، فمرة أخرى ننبه إلى أن الرجال سيكونون بحاجة إلى معالجة استبدالية بالأندروجين androgen-replacement therapy.

ويُجرى اختبار نسختين معدَّلتين من اللقاح الأنثوي أيضا تستهدفان موجهة القند المشيمائية chorionic البشرية، وهي هرمون تفرزه المشيمة الوليدة (النابتة) وتحتاج إليه هذه المشيمة لانغراسها implantation. وقد خضعت إحدى هاتين النسختين ـ التي طورت من قبل المعهد الوطني الهندي للمناعة ـ لاختبار فعاليتها في تجارب أولية تُُجرى على البشر في الهند. ويتم تخطيط اختبارات مشابهة لوسيلة أخرى يُجرى تطويرها من قبل منظمة الصحة العالمية.
التوقعات الزمنية لموانع حمل جديدة
إن التواريخ المدرجة أدناه مقدرة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وأما في الدول الأخرى فإن التوقيت يعتمد جزئيًّا على متطلباتها التنظيمية:

بحلول عام 2000
بحلول عام 2005
بعد عام 2005
للرجال
   
رفالات condom غير لاتكسية أمتن وأرق.
أندروجين مع پروجستين حقنا كل ثلاثة أشهر
لقاح مانع للحمل فعال لمدة سنة (بحلول عام 2015)
مواد تؤخذ حقنا (زرقا) تعيق نضج النطفة وفعالة لعدة أشهر (بحلول عام 2015 أو ما بعده).
للنساء
   
غرسات محرِّرة للهرمون سهلة الإدخال والإزالة وفعالة من 3 إلى 5 سنوات.
لولب داخل الرحم محرِّر للپروجستين صالح لخمس سنوات (يباع حاليا في بعض أنحاء أوروبا.)
غرسات قابلة للانحلال حيويا فعالة من 3 إلى 5 سنوات (بحلول 2015).
حلقة مهبلية محرِّرة للهرمون.
حبوب "الصباح التالي" morning-after جديدة.
لقاحات مانعة للحمل فعالة مدة سنة واحدة (بحلول 2015).

مبيدات نطف مخففة لخطر الإصابة بالأمراض المنتقلة جنسيا.
مواد مهبلية تعيق اتحاد النطفة والبيضة (بحلول عام 2015 أو ما بعده).


احتمال صنع حبة واحدة ذات مفعول شهري (ما بعد 2015)

ويمكن أن تؤدي اللقاحات المعطاة للرجال أو النساء إلى ردود فعل مناعية أيضا تشل حركة النطف، مما يدفعها إلى التكتل بعضها مع بعض، أو يحول بينها وبين السباحة إلى البيضة أو الاندماج فيها. إضافة إلى ذلك يمكن للقاحات الأنثوية أن تحرض إنتاج أضداد ترتبط بسطح البيضة المباضة وتجعله درعًا صلبة لا تنفذ منها النطفة. وستكون موانع الحمل المناعية ضمن وسائل تنظيم النسل birth control المتأخرة الظهور. بداية، لأن المُسْتَمْنِعات المرشحة يجب أن تدرس بشكل رئيسي بإسهاب شديد. ويجب أن يتأكد العلماء من أن اللقاحات inoculations لن تُحدِث استجابات مناعية مضادة لأنسجة غير مقصودة بحد ذاتها، بل عليهم إيجاد طرق لإنتاج اللقاحات بمقادير كبيرة. وعلاوة على تلك الصعوبات، قد تحتاج اللقاحات إلى أن تتضمن عددا من المستضدات لتعوِّض عن حقيقة أن الناس قد يختلفون في استجاباتهم للمستضدات الإفرادية individual antigens.

من أجل النساء: خيارات هرمونية عدة
قبل مدة طويلة من ظهور اللقاحات وظهور بدائل أخرى لرفال الرجال، ستكون النساء قد اكتسبن خبرة باستعمال منتجات جديدة، العديد منها هرمونية. وتستطيع النساء حاليا الاختيار بين طرق هرمونية مختلفة: موانع الحمل الفموية، وحُقَن (زرقات) شهرية، وحقن تؤثر كل واحدة منها لثلاثة أشهر، وجهاز نورپلانت الفاعل لخمس سنوات والمتكون من ستة قضبان مرنة (بحجم أعواد الثقاب الخشبية) هرمونية المحتوى ويتم وضعها تحت الجلد. كما أن حبوبَ تنظيم الولادات المأمونةَ وذات الفعالية الكبيرة (وقد تباع من دون وصفة طبية في القرن الحادي والعشرين) تزودنا بالپروجستين منفردا أو ممزوجا بإستروجين تركيبي. وتتألف المواد المحقونة (المزروقة) والغرسات من الپروجستين فقط. وفي جميع الأحوال تعمل مختلف الطرق على حصر الإباضة وزيادة سماكة مخاطية عنق الرحم بحيث تجد النطفة صعوبة في السباحة نحو البيضة.

وخلال السنوات الخمس القادمة، يمكن التكهن بأنه ستتوافر للنساء حلقة كعكية الشكل يتم وضعها في المهبل كحجاب حاجز يطلق الپروجستين منفردا أو مع الإستروجين. وهي كناية عن حلقة نموذجية قد تظل في مكانها ثلاثة أسابيع، ومن ثم تزال مدة أسبوع واحد (لإتاحة المجال للحيض). ويتم بهذه الطريقة الاستغناء عن استعمال الحبة اليومية.

ويتوقع صانعو النورپلانت في السنوات القليلة القادمة أيضا، أن يقدموا جيلا ثانيا من غرسات تتألف من قضيبين فقط أكثر بساطة من القضبان الأصلية سواء في التطبيق أو في الإزالة. وستجهز بمرور الزمن، غرسات من قضيب واحد وجهاز دَروك حيويا biodegradable يذوب في آخر الأمر في الجسم، ولكنه سيكون قابلا للإزالة لفترة من الزمن، وبالتالي عكوسا.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ينتظر الحصول بعد عام 2000 مباشرة على لولب داخل الرحم intrauterine device IUD يطلق الپروجستين مدة خمسة أعوام (وهو متوافر حاليا في بعض الدول الأوروبية). وتوجد حاليا لوالب داخل الرحم لاهرمونية تعمل لعدة سنوات وفعالة تماما عند نساء سبق حملهن. ولكن الاختبارات السريرية تشير إلى أن اللوالب الجديدة تُحدث مَعَصًا cramp ونزفا دمويا أقل أثناء الطمث، وتنطوي على خطر ضئيل في الإصابة بمرض مُعْدٍ (خمجي) حوضي.

ويركز عدد من الباحثين بشكل خاص على تطوير حبة يمكن أخذها لمرة واحدة شهريا فقط، إما في فترة توقع الحيض أو في آخر يوم من الدورة الحيضية (للوقاية من الحمل في الشهر التالي). وتفضِّل بعض النساء هذا الاستعمال الأخير لأنه يحول دون الإخصاب وليس حدوث الإجهاض abortion المبكر. وللأسف، إن التقدم في تطوير هذه الحبوب بطيء، بسبب نقص المعرفة التفصيلية للآليات التي تحرض النزف الشهري أو توقفه.

وفي لحظة من حياتها، من المحتمل أن تمارس إحداهن الجنس من دون حماية. فمن أجل هذه الحالات الطارئة تباع حاليا موانع للحمل تعرف عادة بحبوب صباح اليوم التالي مع أنها قد تؤخذ في الواقع بعد يومين أو ثلاثة من الجماع. وتصلح حبوب تنظيم الولادات كموانع حمل طارئة أيضا، إذا أخذت بالجرعات الصحيحة. ومع ذلك فإن لجميع هذه الوسائل تأثيرات جانبية مزعجة كالغثيان، لذا فالبحث جار لتطوير نسخ معدلة ألطف أثرا. وعلى سبيل المثال، لوحظ بأن الحبة RU 486 الفرنسية ـ المتوافرة لدى دول عديدة خارج الولايات المتحدة الأمريكية والأكثر شهرة في إنهاء الحمل المؤكد ـ تسبب نسبيا أقل إزعاج ممكن إذا أخذت بمقدار ضئيل خلال الـ 72 ساعة التالية لجماع غير محمي.

موانع موضعية لعمل النطف
سوف تعتمد استراتيجية مختلفة إلى حد ما لمنع الحمل عند النساء على مواد كيميائية تمنع، مباشرة، النطفة من الهجرة إلى البيضة أو إخصابها. ويمكن استعمال هذه المركبات عن طريق حلقة مهبلية للوقاية المديدة أو يمكن وضعها في المهبل قبيل الجماع بالطريقة نفسها التي توصف بها مبيدات النطف spermicides. ومع ذلك، فإنها تختلف عن مبيدات النطف بأمور كثيرة.

إن مبيدات النطف هي منظفات detergents تعتمد في تأثيرها على حل degrade النطفة، وللأسف قد تقتل أيضا الأحياء الميكروية (المجهرية) microorganisms التي تساعد على المحافظة على حموضة ملائمة في المهبل، بل تستطيع أن تهيج الجدار المهبلي وتهيئه بالتالي للعدوى بالڤيروسات (الحُمَات) والبكتيريا. ولن تعمل المركبات التي هي قيد الاستقصاء كمنظفات بل ستتدخل بشكل أكثر تحديدا في الوقائع المختارة التالية للدفق (قذف المني). وتبعا لذلك فقد يمكن صياغتها بوسائل غير مهيجة وقادرة على اجتناب تعطيل النبيت flora المهبلي.

وتستطيع المواد الكيميائية إعاقة عدد من الوقائع التالية للدفق، وتخضع النطف بعد توضُّعها في المهبل إلى تبدلات مختلفة ذات أهمية للإخصاب. وعلى سبيل المثال، يزول الكولستيرول من الغشاء المغلِّف لرأس النطفة، وهذا يجعل الغشاء أكثر ميوعة، ويسمح بالتالي لجزيئات أخرى بالتحرك إلى أوضاع جديدة حسب المطلوب. بعد ذلك وبمساعدة الپروجسترون المتواجد في قناتي فالوپ fallopiantubes، تفتح القنوات المتخصصة في غشاء النطفة لتفسح المجال لشوارد الكالسيوم بالتدفق إلى الداخل. وتُسهِّل هذه الشوارد حدوث تفاعل الجُسيم الطرفي (الانتهائي) acrosome عندما تقابل النطفة للمرة الأولى المنطقة الرائقة zona pellucida، تلك الغلالة coat الهلامية الشكل المحيطة بالغشاء الخارجي للبيضة. وأثناء تفاعل الجُسيم الطرفي يندمج غشاء پلازما (مصورة) النطفة مع مثيله في الجُسيم الطرفي، علما بأن الغشاء هو كيس من الإنزيمات (الإنظيمات) enzymes في رأس النطفة. وعندئذ تتدفق هذه الإنزيمات إلى الخارج وتشق ممرا للنطفة عبر غلالة البيضة.

تشمل المواد الكيميائية المستقصاة لإعاقة النضج وتفاعل الجسيم الطرفي، تلك التي تسد قنوات الكالسيوم أو تمنع الكولستيرول من مغادرة غشاء الپلازما (ويجب مراقبة هذه المواد الكيميائية بدقة بالنسبة للرجال أيضا، وهي مفيدة إذا ما التصقت بإحكام بالنطف في البربخين وظلت ملتصقة في رحلتها عبر السبيل التوالدي الأنثوي). وبدلا من الحيلولة دون نضج النطف يحاول بعض الباحثين حث تفاعل الجُسيم الطرفي مبكرا، الأمر الذي يجعل النطفة غير قادرة على الاندماج في أية بيضة.

وتعمل بعض الاستراتيجيات المشابهة على تثبيط تفاعلات خاصة تحدث بشكل طبيعي بين النطفة والمنطقة الرائقة. وعلى سبيل المثال، طوّر بعض الباحثين في المركز الطبي لجامعة ديوك مركبا يلتصق ببروتين النطفة (منطقة مستقبلة receptor الكيناز) في الموقع المخصص عادة للتفاعل مع بروتين واحد في المنطقة. ويعوق التصاق المركب الإنزيمَ عن العمل على غلاف البيضة. إضافة إلى ذلك تحمل كل من النطفة والسائل المنوي seminal fluid إنزيمات مضادة للأكسدة، لحماية غشاء النطفة. وإذا كانت بعض مضادات الأكسدة هذه فريدة unique بالنسبة للنطفة أو السائل المنوي، فإن الباحثين سيتمكنون من تصميم أدوية تعطل تلك الإنزيمات الخاصة من دون أن تحرم خلايا أخرى من الدفاعات المضادة للأكسدة. وفي بعض الحالات يمكن أن تحل أضداد نقية منتجة مختبريا (الأضداد الوحيدة النسيلة) مكان بعض المواد الكيميائية اللاحيوية كمكونات نشيطة في موانع الحمل التي يتم إطلاقها داخل المهبل.

مكافحة الأمراض الجنسية
ومع ارتفاع نسبة حدوث الأمراض المنتقلة جنسيا تزايدت بإلحاح الحاجة إلى جمع وسائل منع الحمل مع مواد تحول دون حدوث العدوى (الخمج). وقد تكون هذه الحوائل فيزيائية (كما هي الحال في رفالات الرجل والمرأة، وإلى حد ما الحجاب diaphragm) أو كيميائية (كمبيدات النطف أو بعض الصيغ الأكثر تقدما والتي مازالت في طور الاستقصاء). ومن أجل الوقاية من عدوى ڤيروس عوز المناعة المكتسب البشري أو الميكروبات (الأحياء الميكروية) الأخرى، ينبغي لأي عائق كيميائي أن يغلّف كامل الجدار المهبلي وعنق الرحم على الأقل، شرط أن لا يكون مخرشا أو ساما للميكروبات المفيدة في المهبل. وقد تكون هذه الملامح وحدها كافية للحد من العدوى بشكل ملحوظ، علما أنه يمكن إضافة مواد معدة لقتل المتعضيات (الأحياء) الميكروية الضارة أيضا.

ولقد باشر الباحثون الآن بتقدير ما إذا كانت مبيدات النطف المتوافرة تمتلك السمات الأساسية المطلوبة لتجنب سريان (انتشار) الأمراض المنتقلة جنسيا. ويبدو حتى الآن أن الصيغ المختلفة استطاعت الحد من خطر مرض واحد على الأقل ينتقل جنسيا، ألا وهو عدوى المتدثرة (الكلاميديا) chlamydia. وخلال السنوات العشر القادمة من المحتمل أن تباع مبيدات النطف المصممة لتشمل خواص تقي من الإصابة بالأمراض، وستكون ذات فائدة هائلة لصحة الإناث، إذ إنها ستوافر وقاية جيدة عندما يعجز الرجال عن استعمال الرفال أو عندما تعجز الرفالات نفسها عن أداء عملها المطلوب.

الزمن الفاصل
من الواضح أن وسائل منع الحمل الآخذة في الظهور حاليا هي ثمرات أبحاث بوشر بها منذ سنوات. وستكون المنتجات الجديدة الوحيدة التي سيتم التوصل إليها قبل عام 2000 هي الرفالات غير اللاتكسية والحلقات المهبلية، ومن المحتمل إنتاج غرسات للنساء تتألف من قضيب واحد أو قضيبين مليئين بالهرمون يكونان أسهل إزالة من المحافِظ capsules المتوافرة حاليا. وخلال أعوام قليلة لاحقة سوف يُرحَّب بإضافة مبيدات للنطف تخفض انتشار الأمراض المنتقلة جنسيا كما هي الحال بالنسبة للّولب داخل الرحم الذي يطلق الپروجستين.

وستكون موانع الحمل في المستقبل بالولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لترتيب ظهورها، كما يلي: موانع الحمل الإسعافية الجديدة (بحلول عام 2005)، حقن الرجال مدة ثلاثة أشهر بالأندروجين والپروجستين (أيضا بحلول عام 2005)، غرسات قابلة للانحلال حيويا biodegradable للنساء (بحلول عام 2010)، موانع حمل مناعية (ربما بحلول عام 2015). (أما بالنسبة لمواعيد تداولها خارج الولايات المتحدة فإنها تتأثر بالمتطلبات التنظيمية في كل بلد).

وبالفعل، سوف تُطْرح في الأسواق موانع حمل مناعية وتقانات أخرى في المراحل الأولية لتطورها إذا ما أبدت الصناعات الدوائية والتقانات البيولوجية (الحيوية) مزيدا من الاهتمام في هذا المجال. ويتم استقصاء غالبيتها بأموال تقدمها حكومة الولايات المتحدة ومنظمات لا تستهدف الربح في أمريكا وخارجها. ولكن هذه الأموال التي تبلغ نحو 57 مليون دولار أمريكي سنويا (أقل من ربع التكلفة اللازمة لتطوير منتج واحد) غير قادرة على تغطية التجارب المكثفة للأمان والفعالية المطلوبين للترخيص. وتتطلب مثل هذه الاختبارات دعم الصناعات الخاصة، وهو دعم قد لا يصبح قويا ما لم تتوضح حدود المسؤولية القانونية والتغلب على الفهم الخاطئ بأنه يمكن جني أموال قليلة من موانع الحمل.

ولأنه لا يوجد مانع حمل مثالي لكل شخص، فسيحتاج الناس الذين يرغبون في ممارسة تنظيم الولادات إلى مجموعة واسعة من الخيارات. وعلى الرغم من العقبات فإنني متفائلة بأن الجهود الحالية المتنامية ستقطع شوطا بعيدا باتجاه تلبية تلك الاحتياجات في القرن القادم.


 المؤلفة
Nancy J. Alexander
حاصلة على الدكتوراه في الفِزْيولوجيا من جامعة ويسكونسن، وهي رئيسة قسم تطوير موانع الحمل في مركز الأبحاث السكانية لدى المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية في ولاية ماريلاند الأمريكية. وفي هذا القسم تشرف نانسي على مجموعة متنوعة واسعة من مشاريع الأبحاث الهادفة إلى تطوير طرق تنظيم الخصوبة للرجال والنساء. وهي أيضا أستاذة مساعدة للأمراض النسائية والتوليد في المركز الطبي بجامعة جورج تاون وعضوة في اللجنة المشرفة على حملة منظمة الصحة العالمية من أجل تطوير طرق لتنظيم خصوبة الذكور.


مراجع للاستزادة 
REGULATION OF MOUSE GAMETE INTLRACTION BY SPERM TYROSINE KINASE. L. Leyton et al. in Proceedings or the National Academy of Sciences USA, Vol. 89, No. 24, pages 11692-11695; December 15, 1992.
FERTILIZATION POTENTIAL IN VITRO IS CORRELATED WITH HEAD-SPECIFIC MANNOSE-LIGAND RECEPTOR EXPRESSION, ACROSOME STATUS AND MEMBRANE CHOLESTEROL CONTENT. S. Benoff et al. in Human Reproduction, Vol. 8, No. 12, pages 2155-2166; December 1, 1993.
CONTRACEPTIVE VACCINE DEVELOPMENT. N. J. Alexander and G. Bialy in Reproduction Fertility and Development, Vol. 6, No. 3, pages 273-280; 1994.
SPERMATOGONIAL STEM CELLS OF THE TESTIS. M. Dym in Proceedings of the National Academy of Sciences USA, Vol. 91, No. 24, pages 11287-11289; November 22, 1994.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق